Thursday, July 4FROM THE RIVER TO THE SEA, PALESTINE WILL BE FREE

الأردن: قبل التعطيش والتعتيم تمرير التطبيع

أديب قعوار Adib S. Kawar: هل يحتفل شمعون بيريس بنهاية الدكتاتوريات العربية  أم يبكيها؟!
By: Dr Adel Samara

  

الأردن: قبل التعطيش والتعتيم
تمرير التطبيع بآليات طبقية
“توراة”شمعون بيرس
عادل سماره


ترافق التطبيع مع كلِ من مخطط سايكس-بيكو ووعد بلفور حيث وُجد الحبل السُري رابطاً بين تنصيب انظمة التجزئة وإيلاج الكيان الصهيوني في الوطن العربي باقتناعهما بأن ترابطهما وجوديا ومصيرياً.
للأسف قلما قارب أحدنا هذه الحقيقة وهذا أمدَّ في عمر هذه الأنظمة وشوه الوعي الجمعي إلى درجة الاعتقاد بأن هذه أنظمة شرعية لذا طالما قالت وكتبت الناس :جلالته، فخامته سموه…الخ.
ودون أن نبتعد كثيراً لا يزال، بل يزداد، عدد مثقفين يترحمون على أنظمة ما قبل الانقلابات العسكرية معتبرين تلك التي خلقها الاستعمار لبرالية وحرياتية وديمقراطية.


وعليه، فإن التطبيع الرسمي الطبقي من قبل معظم الأنظمة العربية مع الكيان موجود ومؤكد، ولا يختلف ما حدث وتأسس في المشرق اي سايكس-بيكو عن مع ما حدث لاحقا كملحقات أو انصاف سايكس-بيكو في المغرب في الخمسينات وفي الخليج في نهاية الستينات. وقد يدعم قولنا إعلان التطبيع الجاري اليوم بادلاق ودونية موصوفة من حكام الإمارات والمغرب فهي بعيدة عن الكيان ولم اشرك في أيةحرب ضد الكيان ولا تجارة لها مع الكيان ولا جوار.
من نافل القول أن نكرر بأن التطبيع في النهاية في خدمة الإمبريالية فليست هذه تجاه الكيان مجرد فاعل خير بل هو استثمار استراتيجي لها للحفاظ على تفكك وتخلف الأمة العربية ومن ثم تسهيل نهبها بل تسهيل تبرع الأنظمة بثروة الأمة في سبيل بقاء الحاكم كما نصَّبته الإمبريالية.وهذا ما نلخصه عادة في مصطلح:
• تجريف الوعي اي القمع وصولا إلى التجهيل
• لتجفيف الثروة

.
لم تتوقف خطة التطبيع، فبعد هزيمة 1967 بدأت أنظمة بالإعلان عن اعترافها بالكيان مصر، منظمة التحرير، الأردن . ولكن إلى جانب هذا بدأت كثير من القوى والأحزاب السياسية تمارس التطبيع عبر ارتباطها بأنظمة الحكم والتحلُّق قطريا وطائفيا.
فإذا كانت الأنظمة أو أنظمة قد خرجت من الصراع أو هي لم تمارسه، فإن الأحزاب المذكورة كانت إما ضد الصراع كمعظم الأحزاب الشيوعية أو أخذت تروج لثقافة ما يسمى السلام والاعتراف والتسامح ورفض القومية والتعاطي معها كشتيمة … الخ أي تفكيك الجبهة الفكرية/جبهة الوعي الجمعي أسوة بالجبهة العسكرية.
وكما كتبنا منذ ثلاثين سنة بأن التطبيع سوف ينحو منحى ربط البنى التحتية لأنظمة عربية بالبنية التحتية للكيان وها هي آخر خططه غاز فلسطين المحتلة إلى بيروت وماؤها إلى عمان

.
وحينما يتمكن التطبيع من حسم البنية التحتية فإن قطاعات شعبية غير تطبيعية في الأساس ستجد نفسها أمام إشكالية صعبة إذا ما ارتفع السقف النضالي لفك مختلف الارتباطات بالكيان، اي ستجد مدها بالماء والكهرباء وغيرها في حالة انقطاع أو تقطُّع مما يدفعها او بعضها للتردد أو لرفض فك الارتباط!


ودائماً، فإن تشابك البنية التحتية مع الكيان على حساب تفكيك كل مشترك عربي ممكن. إنه تحويل الكيان إلى القاعدة والمركز أو كما كتبنا:”دمج الكيان في الوطن العربي إندماجا مهيمناً”
ولأن تطبيع الشعب/أي الطبقات الشعبية هو الذي تبقى بعد أنظمة وأحزاباً فقد بقي الهدف الرئيسي للتطبيع هو تطبيع الشعب العربي، تطبيع الشارع العربي الذي فقدته حركة التحرر العربية منذ عقود لصالح انظمة وقوى الدين السياسي وهو ما تجلت كارثته في عشرية الاستشراق الإرهابي

.
باستثناء السادات لم يقف أحد علانية داعيا الشعب للتطبيع، وهو كان ” اصدق ” من غيره الذين غلَّفوا التطبيع بمفرادات دنست اللغة العربية.
ولاختراق المجتمع تطبيعيا، كان لا بد من “توراة” للتطبيع تستر ، ما أمكن ، عورة الأنظمة على أن تخترق أيضا ،ما امكن بنية المجتمع.
يرى البعض أن ذلك كان “توراة” ترامب “صفقة القرن”.
كلا، فخطة ترامب كوشنير بن سلمان بن زايد…الخ هي لحظة الإعلان التنفيذي لتوراة التطبيع التي كتبها ونمَّقها شمعون بيرس “الشرق الأوسط الجديد” . لقد جمع بيرس ما حلم به الصهاينة في كتاب وقدمه للإمبريالية بطريقة تشبه ما قدمه عزرا الكاتب إلى بطليموسن اي نسخة التوراة الأولى التي لملمها من أدبيات وفلسفات وقصص السومريين والأكاديين والاشوريين والآراميين والمصريين…الخ كما ي

قول خزعل الماجدي.
إذن يكمن اساس صفقة القرن في “توراة” شمعون بيرس الذي ركز على الاقتصاد، وإن كان قد لامس كل مستوى بما فيه الثقافة.
فهو الذي كان حين يذهب إلى مصر “للتفتيش على نظام مبارك كان يقرِّعه بأن هناك مثقفين مصريين يكتبون ضد التطبيع.وهو الذي اقام علاقات متواصلة مع مثقفي الطابور السادس في الأرض المحتلة. حتى قبيل تأليف توراته.
ملاحظة: للاستزادة إرجعوا إلى الكتاب الذي صدر عن جامعة هارفارد صدر في نيسان 1993 لكل من :ستانلي فيشر، داني رودريك وإلياس توما وهو تركيز وتشريع وتبرير تبعية المحتل 1967 للكيان.وقد شارك إقتصاديون من الفلسطينيين في المحتل 1967 و”إسرائيليين” ومصريين واردنيين ولبنانيين. إقرؤوه لتعرفوا الأسماء. بعد الكتاب ببضعة اشهر كانت اتفاقات اوسلو وبسنيتن كان بروتوكول باريس الذي نص حرفياً كما نص كتاب فيشر ومن معه. إبحثوا عن هؤلاء الإقتصاديين وسائلوهم فليس السؤال فقط للتطبيع السياسي والثقافي والجنسي والنفسي فقط.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *